• 24 Nov, 2025

يمثل التراث والذاكرة في حمص ركيزة أساسية للحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للمدينة. فالمدينة العريقة بتاريخها الطويل تحمل بين أزقتها وأسواقها، مساجدها وكنائسها، قصص الأجيال التي سكنت فيها، وما زال أثرها حاضرًا في الوعي الجمعي لسكانها

يشمل التراث الحمصي العديد من العناصر المادية وغير المادية، من المباني القديمة والأسواق التقليدية إلى العادات والتقاليد، والحرف اليدوية التي توارثتها الأجيال. هذا التراث يعكس تاريخ المدينة الغني، ويقدّم نافذة لفهم الحياة اليومية، قيم المجتمع، وتطوراته عبر الزمن

تلعب الذاكرة الجماعية دوراً حيوياً في ربط الأجيال الجديدة بتاريخهم، حيث يسعى السكان للحفاظ على القصص والتجارب التي شكلت هوية المدينة. المهرجانات الثقافية، الجولات التاريخية، والورش التعليمية تساعد في نقل هذا التراث للأجيال الشابة، مما يعزز شعور الانتماء والهوية الوطنية

كما يساهم التراث والذاكرة في تعزيز السياحة الثقافية، حيث يأتي الزوار لاكتشاف الأسواق القديمة، المباني التاريخية، والفنون التقليدية، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويربط بين الماضي والحاضر بطريقة عملية ومؤثرة

لا يقتصر الحفاظ على التراث على الماديات فقط، بل يشمل أيضاً القيم والعادات. فالحكايات الشفهية، الأمثال، الأغاني الشعبية، والمناسبات الاجتماعية تمثل خيطاً يربط بين الماضي والحاضر، ويتيح للأجيال الجديدة التعرف على جذورهم الثقافية والاجتماعية

في ظل التحديات الحديثة، مثل التطورات العمرانية والتغيرات الاجتماعية، أصبح من الضروري حماية التراث وإحيائه بطرق مبتكرة، سواء من خلال التوثيق الرقمي، المعارض الثقافية، أو برامج التعليم المخصصة للأطفال والشباب. هذه الجهود تساعد في الحفاظ على الذاكرة الجمعية للمدينة، وتضمن استمرار الهوية الحمصية للأجيال القادمة

في النهاية، التراث والذاكرة في حمص ليسا مجرد ماضٍ نتذكره، بل أداة لبناء الحاضر والمستقبل، تربط بين الأجيال، وتعزز الانتماء الثقافي، وتلهم المجتمع للحفاظ على قيمه وهويته، مع مواجهة تحديات العصر الحديث بروح محافظة ومتجددة.